صخرة قاسية ..دموع تائهه بين سطور الحياه

أحدث المواضيع

صخرة قاسية ..دموع تائهه بين سطور الحياه

صخرة قاسية.. دموع تائهه بين سطور الحياه 





بقلم : صباح السمير 

أشعر بأني مجرد صخرة قاسية لم يعد يؤثر أو يغير فيها عوامل الدهر... لم تعد عواصف الدنيا تحركني ولا تطرف لي عين. وأخطر كائن على الإطلاق إنسان يائس ليس لديه ما يخسره وهذه حالي قاتمة حال مسودة حالكة لربما أتحدث باسم اليائسين الذين أجحفت الحياة بحقهم الذين تحطمت سفن حياتهم وغرقت في قاع البحر وأصبحت ذكرى حزينة جدا، تلقى لهم أكاليل الورد حيث ابتلعهم البحر وغدرت بهم الدنيا ولفتهم الأحزان وجفت الدموع وكتمت الأهات وزاد الألم حيث لا يمكن احتماله. ولا يمكن علاجه، حزن عميق ويأس دفين يصل العظام.
 
الدنيا تصفع وتصفع وبقية البشر يعيشون حياتهم يوما بيوم, أنا أعيش على الهامش بلا حاضر وفقط ماض. أمشي هائمة على وجهي بين الطرقات أتفحص وجوه البشر وأستغرب منبع ابتساماتهم الابتسامة التي فارقت وجهي منذ دهر. يدي فوق قلبي أحس بموتك يا قلبي لا أستطيع سماع نغمات دقاتك ليس من صوت سوى صوت عقلي يحسب ويفكر ويرتب ويحاول إقناعي بأني على قيد الحياة لست شخصية من شخصيات الكوميديا الإلهية هذه ليست الآخرة وليس يوم الحساب ما زلت في الحياة الدنيا.

عيوني تحاول أن تصل لما قد يثير اهتمامي ما قد يثير إعجابي ما يبعد حالة الموت هذه. لقد عجز البشر عن إحياء موتاهم، فليس ذلك إلا قدرة الله.
أرتدي نظارتي السوداء ليست حماية من شمس قاسية تلسع قطع الثلج الذي يغلفني, ما زلت أمشي وأمشي دون هدف دون معنى ليس هناك معنى للدنيا دنيا زائلة تافهة بلا قيمة. مشيت كثيرا لدرجة أدميت أقدامي وأنهكت أنفاسي. أريد الابتعاد عن كل ما يذكرني بالألم  لكنها تسكن حجرات القلب ويضخك قلبي لكل ذرة في كياني  اتمنا أن انسا كل شيء يؤلمني.

ما زلت أمشي عيوني الهائمة تبحث في فيضان الحياة عن حياة لي لكن لا أجد.
أجلس تحت شجرة كبيرة، ألتقط أنفاسي، أحدثها، لا ترد كالمعتاد لربما مصابة بحال مثل حالتي تضربها الرياح وبل تحاول اقتلاعها ويغمرها المطر بقطراته وتغضب منها السماء فتزمجر برعد مخيف يسبقه برق مرعب لكنها متشبثة بمكانها لا أحد يقتلع جذورها.

قد تدهسني تلك الشاحنة وتذهب همي للأسف لم تفعل، قد يسقط نيزك ما ويسحق بؤسي للأسف لم يسقط قد يحدث انفجار يفتت خلايا رأسي لا لم يحدث قد يحترق المكان وتتبخر خلايا جسمي لا أشتم رائحة حريق أبحث عن سناريو للموت. الموت موت مهما كانت بشاعته قد يطلق أحدهم علي النار لكني نكرة لا يعرفني أحد أنا لا أعرف نفسي
جئت للدنيا باكية من منا جاء مبتسما أو ضاحكا..تلعب الدنيا بنا بأقدارنا تكيل لنا البؤس ولا نتجرع سوى المرارة والألم
بدأت بالنعاس أتمنى أن تكون آخر مرة أغلق فيها عينيّ لا أتمنى يوما جديدا

فلما أغمضت عيني جيت أسأل نفسي إيه هي الحاجة اللي تستاهل إن الواحد يحارب عشانها فالإجابة كانت "راحة البال" وفعلًا الراحة هي الحاجة الوحيدة اللي المفروض كُلنا نحارب عشان نوصل لها، لإن من غير شُعور الراحة مُستحيل تستمتع بأي حاجة في حياتك، لا فلوس ولا شُغل ولا نجاح ولا أي حاجة طالما بالك مش رايق، فحرفيًا الراحة هي أكتر حاجة إنت مُفتقدها في حياتك، ووجودها هيفرق معاك كتير جدًا.


انشر تعليق

أحدث أقدم